نظرة شاملة/بانوراما خاصة بالأديان
لا تتوافر في فرنسا أية إحصائية رسمية لحصر الانتماءات الدينية منذ عام 1872، وهو العام الذي تم فيه حظر جمع معلومات حول الانتماءات الدينية والأصل العرقي للأفراد. بيد أنه تم الحصول على تقديرات من خلال استطلاعات الرأي. وتقرير ماشلون لعام 2006، يقدم نظرة شاملة عن الواقع الديني وفقًا للاستطلاعات التي أجراها كل من (IFOP-La Croix، لعام 2006).
المذهب الكاثوليكي هو مذهب الأغلبية. في عام 2006، أدلى 65% من الفرنسيين بأنهم كاثوليكيين.
الإسلام هو الديانة الثانية في فرنسا. ويقدر عدد المسلمين الوافدين من بلاد مختلفة بحوالي 5 مليون نسمة، أي ما يعادل 6% من السكان
المذهب البروتستانتي يمثل 2% من السكان، أي 1.2 مليون فرد، من بينهم 350000 من الإنجيليين وأنصار العنصرة
"المذاهب المسيحية التاريخية" وتضم ما يقرب من 750000 شخص حول الكنيسة الأرثوذكسية والكنيسة الرسولية الأرمينية ومختلف الكنائس الشرقية
اليهودية تضم حوالي 600000 وهم في غالبيتهم من أصل يهودي شرقي
البوذيون ويقدر عددهم بـ400000
التيارات الدينية غير المألوفة تشهد حركة نشطة مثل شهود يهوا الذي يصل عددهم إلى نحو 140000.
وتعد فرنسا الدولة الأوروبية التي تضم أكبر عدد من المسلمين واليهود والبوذيين.
◄المكانة التي يحتلها الدين في المجتمع الفرنسي العلماني
في فرنسا، تؤكد مختلف الديانات مبدأ العلمانية الذي يتسم بالفصل بين محيط الدولة والمحيط الديني. تنص المادة الأولى من دستور عام 1958، والتي أرست قواعدها المادة 10 من إعلان حقوق الإنسان والمواطن على أن فرنسا جمهورية علمانية وديمقراطية واجتماعية. وهي تكفل المساواة بين جميع المواطنين أمام القانون من دون تفرقة بسبب الأصل أو الجنس أو الديانة. وهي تحترم جميع الاعتقادات الدينية. وتضمن الدولة حرية العقيدة وتعددية الديانات. بيد أن الأمر الوحيد الذي يقيد نشاط تيار ديني هو الإضرار بالنظام العام. يتعين أن تكون الدولة محايدة وألا تعمل على تفضيل أي معتقد ديني وبأن تتعامل مع جميع العقائد بالمساواة. إن الدولة لا تمول أي عقيدة بصورة مباشرة.
وإذا كانت الديانات منفصلة عن الدولة، فهي ليست – على الرغم من ذلك – محدودة في المحيط الخاص. فالمسؤولون عن الديانات يشاركون في النقاش العام ليعربوا عن آرائهم في المشكلات الراهنة مثل: المسائل الأخلاقية المرتبطة بتقدم العلوم الحياتية والصحية.
تمثيل العقائد
هنالك هيئة لتمثيل العقائد الرئيسية وهي بمثابة المحاور الرسمي أمام السلطات العامة بشأن المسائل المتعلقة بتنظيم الديانات.
يقوم بتمثيل الكنيسة الكاثوليكية مؤتمر أساقفة فرنسا منذ عام 1966.
يقوم بتمثيل البروتستانت الرابطة البروتستانتية لفرنسا منذ عام 1905.
ترتكز الديانة اليهودية على مجمع الكرادلة الذي أنشأ في 11 ديسمبر/كانون الأول عام 1808. المجلس الممثل للمؤسسات اليهودية في فرنسا يعد بمثابة التمثيل السياسي أو العلماني للطائفة اليهودية منذ عام 1944.
تقوم بتمثيل الطائفة الأرثوذكسية جمعية الأساقفة الأرثوذكس لفرنسا منذ عام 1997.
يقوم بتمثيل الدين الإسلامي المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية منذ عام 2003.
يقوم بتمثيل البوذيين الاتحاد البوذي لفرنسا منذ عام 1986.
الإطار القانوني للديانات المختلفة
هناك ثلاثة نصوص قانونية رئيسية منظمة للديانات المختلفة:
قانون 1 يوليو/تموز 1901 حول الجمعيات
وقانون 9 ديسمبر/كانون الأول 1905 المتعلق بالفصل بين الكنائس والدولة التي تضمن حرية ممارسة الشعائر (المادة 1) وينص على مبدأ عدم تقديم الدولة دعمًا ماليًّا للديانات (المادة 2)
وقانون 2 يناير/كانون الثاني 1907 المتعلق بالممارسة العامة للعقائد.
إن القانون الساري والخاص بالديانات، والذي يتسم بالتعقيد وشدة الارتباط بالطوائف الأربع المعترف بها في عام 1905 - ألا وهي الكاثوليكية والبروتستانتية بشقيها الإنجيلي واللوثري واليهودية – يواجه اليوم تعددية دينية. ومن ثم، غدا محل تفكير ونقاش في داخل المجتمعات الفرنسية المعاصرة، لا سيما فيما يتعلق بمسألة تمويل أماكن العبادة وتوفير الحماية الاجتماعية لوزراء المعتقدات الدينية، إلى جانب مسألة التشريع الجنائزي لمختلف الديانات.